نعت شخصيات إعلامية وسياسية ناشر جريدة "السفير" الكاتب والصحافي طلال سلمان، معددةً مزايا الراحل الكبير وما خلّفه من بصمة الكبيرة في عالم الصحافة والإعلام في لبنان.
إذ نعى اللواء عباس إبراهيم سلمان قائلاً "ببالغ الأسى تلقّينا نبأ وفاة الصحافي الكبير والقدير ناشر جريدة السفير الغرّاء، الأستاذ طلال سلمان، بعد أعوام قليلة من تلقّينا خبر احتجاب جريدة السفير عن الصدور، كان الراحل عن حق "سفير" لبنان إلى العالم، ولم يترك جهداً خلال مسيرته في الثقافة والسياسة في سبيل خير المجتمع والوطن. حمل من دون كلل قضايا الأمة من محيطها إلى خليجها".
وتابع في بيان: "لقد كان مجبولاً بحبرٍ هو أقرب إلى الأحمر القاني منه إلى سواد يحيق بنا من الاتجاهات كلها.
كان طلال سلمان قلماً وبوصلةً لتحرير الأرض والإنسان.
وداعاً أستاذ طلال، إلى جنان الخلد، وإلى حيث يمضي الأحرار والصادقون، أهل الأرض والحبر والفكر والكلام والوطن".
من جهته، كتب وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري على مواقع التواصل الاجتماعي: "في لقائنا الأخير كان الحديث من القلب وعن ذكريات الصحافة . الكبير طلال سلمان العابر بقلمه للمناطق، ستبقى ذكراه خالدة، وتاريخه العريق صفحة لن تطوى في تاريخ الصحافة اللبنانية. وداعاً صوت الذين لا صوت لهم".
بدوره، كتب النائب فواد مخزومي على مواقع التواصل الاجتماعي: "برحيل الصحافي الكبير الأستاذ طلال سلمان تخسر الصحافة اللّبنانية والعربية علماً من أعلامها ووجهاً بارزاً كان له باع طويل في عالم الصحافة المكتوبة.
الرحمة لروحه والصبر والسلوان لعائلته وذويه ومحبيه".
إلى ذلك، نعى عضو "كتلة اللقاء الديمقراطي" النائب وائل ابو فاعور، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، ناشر ورئيس تحرير جريدة السفير طلال سلمان، ودوّن: "كانت السفير صحيفتنا وكان طلال سلمان باعث أفكارها. كنا نتنسم فيها إرث كمال جنبلاط ومسك فلسطين وحكايا الرفض والحرية والثورات من مشرق الأرض إلى مغربها. طلابًا ، كنا ننهي نهاراتنا لندلف مساء إلى السفير ، صحيفة الجامعة اللبنانية والحركة الطلابية والشغب الدائم، وسياسيين كان أبو أحمد يستدعينا إلى جلسة تحقيق في مكتبه العابق بدخان سيجارته وأفكاره وقفشاته. يوم تباينت بنا سبل السياسة في لبنان كنا نشتري صحيفتنا من باب العادة والوفاء ونركنها جانباً لنختلس النظر بعتب وحب إلى مقالته "على الطريق" لأننا كنا نعرف أنَّ الجامع بيننا غالب وهل من جامع أعلى من فلسطين".
وختم: "وداعًا أبو أحمد".
كما نعى نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، ناشر "السفير" ورئيس تحريرها طلال سلمان، باسم مجلس النقابة وباسمه الشخصي، وقال: "غاب صوت الذي لا صوت لهم، صاحب القلم الماضي والحضور الطاغي في دنيا الصحافة والاعلام الذي شق طريقه إلى التألق بالحبر الذي اختلط بالعرق والدم، وبعصامية تتجاوز المغامرة التي خاض غمارها بإمكانات متواضعة، ولكن بإيمان كبير وتصميم عنيد على أن يفرد لنفسه مكانة متقدمة، لا في الصحافة اللبنانية، بل في صحافة العرب، فكانت سفيره جواز مرور النخبة المتقدمة إلى الرأي العام، ونبض الرأي العام الذي يقتحم القصور والسرايات ويقض مضاجع الحكام".
وأضاف في بيان: "لقد نجح طلال سلمان في إنشاء مدرسة صحافية تميزت بالريادة وحشدت في مبناها ومكاتبها الأقلام المبدعة وأصحاب الاختصاص وجمهرة من المندوبين والمراسلين الذين تميّزوا بالخبرة والاحتراف والقدرة على اختراق الأسوار المستغلقة وتقديم المعلومات الدقيقة، حتى باتت جريدته من المراجع التي يركن إليها لدى البحث عن الخبر الدقيق".
وتابع: "من مدرسته تخرج عشرات الزميلات والزملاء الذين شدته إليهم علاقات وثيقة تتجاوز ثنائية العلاقة بين رب العامل والعامل، فحدب عليهم وحرص على توفير كل أسباب الحياة اللائقة بهم. وعندما حملته الظروف على إغلاق "السفير"، لم يقدم إلاّ بعد أن سدد للعاملين في مؤسسته تعويضاتهم حتى آخر بارة. كان أليماً قراره، بل مفجعاً، لكنه كان صادقاً مع نفسه ورافضاً السير في كل ما يناقض التزاماته".
وأردف: "طلال سلمان قامة صحافية وإعلامية عملاقة بلغت من النجاح خير مكان، لكن نشوة الغرور لم تستبد به، فظل على تواضعه كالسنبلة المليئة، مشرعا باب مكتبه ومنزله أمام الأصدقاء والزميلات والزملاء، وهو الذي كان لديه متسع من الوقت للتجوال في ملكوت الكلمة الحلوة، والوتر الحاني. ذواقة شعر وموسيقى كان، ومحب للحياة. أحبه اصدقاؤه والعاملون معه واحترمه الملوك والأمراء والرؤساء، ولو باعدت بينه وبينهم آلاراء. شجاعته وصلابة مواقفه عرضته لمحاولة اغتيال ظلت آثارها بادية عليه".
وختم: "اشتدت وطأة المرض عليه وانشب الداء مخالبه فيه بعد إغلاق ثمرة عمره "السفير" وبقي يقاوم بما استبقت لديه الحياة من قوة، ولم يسقط اليراع من يده، إلا بعد أن فقد القدرة على حمله. فباسم مجلس نقابة المحررين وباسمي الشخصي، كلّ التعازي لعائلة طلال سلمان الكبير الذي غادرنا ولكل الزميلات والزملاء الذي عملوا في "السفير" وظلوا على عهد الوفاء لها، وليقر عينا في شمسطار، في التربة التي أحب، وعشق ربوعها، وأنس إلى اهلها، وليكن مثواه في صحبة الأبرار الصالحين من عباد الله".